ندرومة - سطّرت جمعية الموحدية للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي والسياحي بمدينة ندرومة العتيقة برنامجا ثريا من أجل إحياء فعاليات شهر التراث. وستستقبل دار التراث بندرومة حفل افتتاح في الثامن عشر أفريل الجاري من خلال تنظيم معرض صور خاص بتراث المنطقة، يؤطره الكاتب العام للجمعية حجام عبد الصمد.
يتضمّن المعرض جانبا من تراث مدينة ندرومة ذات المعمار العريق، فهي مهد الموحدين ومسقط رأس عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي، كما أنّها تكسب هندسة معمارية مماثلة لهندسة المدن القديمة ذات الطابع الإسلامي، حيث تحتوي على الجامع الكبير وأزقة ضيقة وملتوية وسوق ومنازل عتيقة. ونظرا لهذه العراقة، حظيت بقسط وافر من الدراسة على يد مجموعة من الدارسين أمثال الحسين بن محمد الوزان. وتحتضن نفس الدار معرضا للكتاب لمختلف دور النشر الجزائرية بإشراف السيد العربي زيان، وستكون المناسبة فرصة أيضا لعرض مجلة «تراثنا» الحائطية رقم 41 بحضور أعضاء مكتب الجمعية.
هناك أيضا أبواب مفتوحة على تراثيات متحف الجمعية الموحدية وذلك كل أمسية ثلاثاء بالمقر القديم لجمعية ابن باديس بندرومة. ومن النشاطات المبرمجة أيضا هناك رحلة استكشافية لآثار منطقة ترارة يوم 26 أفريل بإشراف الأستاذ بن يحيا وكذا عرض شريط وثائقي حول تراث الولاية متبوعا بنقاش بمشاركة داهور إسلام ولخضاري سعد الله، إضافة لعرض مصوّر لأفكار ونصائح للشباب حول أسس الحياة السوية يؤطره السيد العربي العربي.
كما تخصّص ندوة للحايك والجلاّبة باعتبارهما ألبسة تقليدية والدعوة للحفاظ عليهما من الاندثار يديرها أساتذة جامعيون ورؤساء جمعيات، فضلا عن أنشطة أخرى متعدّدة منها مسابقة خاصة بأحسن حلوى تقليدية موجهة لسيدات تلمسان وكذا تحقيق مشروع تبادل ثقافي وسياحي ما بين الموحدية وجمعية سطيف للسياحة.
وعلى امتداد التظاهرة، سيتم استقبال طلبة الجامعات ليكون الاختتام مسكا وياسمينا تلمسانيا فوّاحا متمثلا في سهرة فنية متبوعة بتكريم قدماء الجمعية «الموحدية».
للتذكير، فإنّ جمعية «الموحدية» التي رأت النور سنة 1973 تهتم بجرد وصيانة المعالم التاريخية والطبيعية لمنطقة ندرومة وحمايتها وكذا نفض الغبار عن التراث الثقافي والتاريخي المحلي وتدوينه ودراسته وترقية الحرف التقليدية.
ثقافيات
الأسبوع المسرحي القسنطيني بمستغانم
يحتضن المسرح الجهوي لمستغانم «سي الجيلالي بن عبد الحليم» فعاليات الأسبوع الثقافي المسرحي لمدينة قسنطينة، وذلك في إطار تظاهرة مستغانم عاصمة المسرح. وتميز حفل افتتاح التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 8 أبريل الجاري، بتنظيم معرض حول تاريخ المسرح في مدينة الجسور المعلقة، يتضمن صورا لمختلف الأعمال المسرحية وبعض الديكورات والإكسسوارات والألبسة المستعملة مع عرض صورة لأقدم فرقة مسرحية وهي المزهر القسنطيني التي أُسست عام 1949.
كما خصص فضاء لصور مختلف الفنانين والمخرجين والكتاب المسرحيين أبناء مدينة قسنطينة أمثال عبد الحميد خياطي وفاطمة حليلو ونور الدين شكري وجمال وحكيم دكار وهلال عنتر وحسان بنزراري وعتيقة بلازمة وعلاوة زرماني وغيرهم ممن تركوا بصاتهم في مختلف المسرحيات. وبرمجت بالمناسبة مسرحية بعنوان «بيرات خراييب» من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة (2017) بالتنسيق مع التعاونية الثقافية «الماسيل».
تعالج هذه المسرحية الكوميدية المقتبسة عن نص «رحلة الألف ميل» لبدر الحمداني والتي يؤدي أدوارها الفنانون حسان بولخروف وجمال مزواري قصة قبطان وعربيد يقرران القيام برحلة على متن سفينة للبحث عن الهدف المنشود فيجدان أنفسهما قابعين في نفس المكان من دون تحرك السفينة ليحدث الصراع بينهما الذي انتهي بانقلاب. وتتواصل فعاليات الأسبوع الثقافي المسرحي لقسنطينة ببرمجة مونولوج بعنوان «خديمكم صابر» وورشة للكتابة ومحاضرة حول تاريخ المسرح في قسنطينة.
للإشارة، يتضمن برنامج تظاهرة مستغانم عاصمة المسرح المنظمة على مدار السنة تحت شعار «نحتفي بالمدينة... نحتفل بالمسرح» العديد من الأنشطة المتنوعة بمشاركة مختلف ولايات الوطن، منها عروض مسرحية للكبار والأطفال وندوات فكرية وملتقيات وطنية ودولية وأيام دراسية ومعارض وورشات تكوينية تخص مواضيع ذات صلة بالفن الرابع، مع برمجة كل أسبوع باسم قامة من قامات المسرح الجزائري، كما سيتم تنظيم الطبعة الـ 50 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم ومهرجان مدارس الفنون الجميلة وكذا المسرح الجامعي.
قصور البيّض العتيقة بحاجة إلى ترميم
تعاني القصور العتيقة بولاية البيض من أوضاع مزرية بسبب عدة عوامل طبيعة وأخرى بشرية، وهي اليوم أكثر من ذي قبل بحاجة إلى الترميم وإعادة الاعتبار قبل اندثارها وزوالها كليا.
بادرت المصالح المعنية إلى مراسلة الوزارة الوصية سنة 2015 قصد تصنيف هذه القصور حتى يتسنى التدخل لحمايتها، علما أن مكاتب الدراسات المعتمدة من طرف وزارة الثقافة لا تهتم بترميم هذه القصور في كل مناقصة يتم الإعلان عنها من طرف مديرية الثقافة لانشغال هذه المكاتب بورشات الترميم بشمال البلاد.
تزخر ولاية البيض بعدة قصور تاريخية تعد إرثا عمرانيا على غرار «قصر الغاسول» الذي يعد أقدم قصر بالولاية، حيث يرجع لحوالي تسعة قرون، إضافة إلى «قصر بوسمغون» و «قصر بنت الخص» وغيرها من القصور القديمة التي تعود إلى قرون بعيدة.
كما يوجد بالولاية معالم أثرية أخرى «لا تقدر بثمن» على غرار عدد من النقوش الصخرية تعود للعصر الحجري والمتواجدة على مستوى موقع «المردوخة»، إلى جانب النقش الحجري «كبش بوعلام» والذي اكتشف سنة 1898 ويعود إلى ما قبل التاريخ.
«حارس الماء» بمعسكر
احتضنت دار الثقافة «أبي رأس الناصري» لمعسكر أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية «حارس الماء» المنتجة من قبل جمعية «آداب وفنون» لولاية معسكر.
تناولت المسرحية التي دامت 50 دقيقة مشكلة المحافظة على الماء وأهمية تربية الأجيال على الحفاظ على هذا المورد الطبيعي الحيوي من خلال سلوكات ثلاثة تلاميذ مشاغبين أرادوا تكسير القناة الرئيسية التي تموّن القرية بالماء الصالح للشرب.
يظهر شيخ خيالي (حارس الماء) الذي سافر بهم عبر عالم افتراضي في مروج وغابات جميلة تحيا بالماء أيقظ فيهم حب هذا المورد والرغبة في العمل على الحفاظ عليه ليتراجعوا بذلك عن فكرتهم.
حضر جمهور واسع أغلبه من تلاميذ المدارس، العرض الشرفي للمسرحية التي أنتجت بالتعاون مع المسرح الجهوي لمعسكر ومن تأليف محمد سلطاني وإخراج بن يحيى محمد، وشارك فيها 4 ممثلين هواة.
للتذكير، فإن المسرحية تعد ثاني عمل مسرحي لجمعية ثقافية يساهم فيه المسرح الجهوي لمعسكر الذي كان يعتمد سابقا على أعماله الخاصة وسيستمر مستقبلا في دعم الأعمال المسرحية للتعاونيات والجمعيات الثقافية.
ن. مريم / جريدة المساء الجزائرية
تعليقات
إرسال تعليق