ذكرى معركة جبل زكري (مسيفة) نوفمبر 1955
قبل أيام من معركة جبل زكري بمنطقة جبالة بلدية ندرومة يوم 7 نوفمبر 1956 ؛ قام المجاهدون بتخريب وإحراق مزارع المعمرين بالمنطقة و عند إنتهاء العملية اتجه أفراد جيش التحرير الوطني للتمركز والتحصين بجبل زكري الذي يمتاز بمناعة طبيعية كبيرة.
تزامن ذلك مع انعقاد إجتماع لقادة المنطقة الخامسة بجبل طوماي بحضور كل من : العربي بن مهيدي؛ عبد الحفيظ بوصوف ؛ أحمد المستغانمي (سي رشيد) ؛ بوجنان أحمد (عباس) ؛ السايح ميسوم (الحنصالي) ؛ بن علال امحمد ؛ بوشاقور.. انتهى الاجتماع ليلة 6 نوفمبر و جاء أمر بضرورة مغادرة المكان لأن هناك من وشي بالمجاهدين الذين انقسموا إلى مجموعتين، واحدة منها توجهت نحو قرية مسيفة بالقرب من ندرومة.
في صبيحة 7 نوفمبر وبناءا على معلومات بوجود عدد من المجاهدين و القياديين بالمنطقة قدمها أحد المتعاونين مع الإستعمار الفرنسي، قامت 4 فيالق بمحاصرة المنطقة وبدأت عملية تمشيط واسعة في جميع الإتجاهات لتضييق الخناق على المجاهدين البالغ عددهم 60 مجاهدا و الذين بدورهم توزعوا في مجموعات صغيرة ومتفرقة.
إندلعت شرارة المعركة بعد إقتحام قوات العدو منزلا كانت متحصنة به مجموعة من المجاهدين في حدود الساعة السابعة صباحاً وقد إستمرت المعركة إلى غاية الثامنة مساءاً واستبسل المجاهدون بقيادة السايح ميسوم و المجاهد ديدا قدور مع قادة الأفواج بن علال امحمد ؛ ڨوال موسى ؛ سي علي موالي ؛ شاوش ... في قتال العدو و ألحقوا به أضرار جسيمة.
أستشهد في معركة مسيفة (جبل زكري) حوالي 25 مجاهدا و جرح 9 و أسر 13 مجاهدا نجح أحدهم في الهروب من السجن. وحسب مصادر العدو الفرنسي فخسائره تمثلت في 6 قتلى من بينهم النقيب Sibe و نائبه Gomez إضافة إلى 4 جرحى و قالت الجرائد الفرنسية أنه تم القضاء على 45 خارج عن القانون و إعتقال 19 شخص.
لقد أثبتت معركة مسيفة (جبل زكري) بندرومة قدرة المجاهدين على مقارعة العدو أينما كان ومهما كانت قوته و أظهرت زيف افتراءات وسائل الإعلام الفرنسية بنقل إحصائيات مغلوطة في محاولة لبث الرعب في نفوس الجزائريين و محاولة يائسة منها لكبح النشاط الثوري في المنطقة الثانية للولاية الخامسة التاريخية.
تعليقات
إرسال تعليق